يرى قانون نيوتن الثالث
(الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم "قانون الفعل وردّ الفعل") أنّه عندما يكونُ
هناك جسمان ضمنَ تفاعلِ قوى – القوّة التي يؤثر فيها الجسم الأول على الجسم الثاني
تكونُ مُساوية في المقدارِ ومُعاكسة في اتّجاهِ القوّة المؤثِّرة للجسم الثاني على
الجسم الأوّل.
يُطلق على هذه القوى اسم
"قوى التأثير" أو "قوى الفعل وردّ الفعل". هذه القوى المتساوية
في المقدار والمُتعاكِسة في الاتّجاه، لا تكافئ بعضها البعض، نظرًا لأنّها تؤثّر على
جسميْن مختلفيْن.
يُمكن، من خلال قانون نيوتن
الثالث، تفسير السبب الذي يجعلُ الشخص الذي يضربُ المسطبة برجليْهِ يقفزُ باتّجاه الأعلى.
إذ حتّى يحدث شيءٌ من هذا النوع، يجب (حسب القانون الأوّل) أن يتأثّر القافزُ من قوّةٍ
خارجيّة، وإلاّ ما كان سيُغيّر حركته. لكن، حسب القانون الثالث، عندما يُمارس الشخص
قوّةً على المسطبة نحو الأسفل، فإنّ المسطبة تُمارس عليه قوّةً مساويةً في الحجم نحو
الأعلى (يُطلق على هذه القوّة اسم القوّة العموديّة (عمودي أو متعامد). هذه القوّة
هي التي جعلت الشخص يقفز.
قانون نيوتن الثالث لا
يتوافق دائمًا مع بداهة الحياة اليوميّة. على سبيل المثال: إذا ارتطمت شاحنةٌ كبيرةٌ
بسيّارةٍ صغيرة – فإنّ الناسَ سيفترضون - اعتمادًا على طريقة التفكير اليوميّة - بأنّ
الشاحنة مارست قوّة على السيّارة تفوق القوّة التي أثّرت بها السيّارة على الشاحنة،
وإنّ السيارة قد تحطّمت ودُفعَت من قبَل الشاحنة، في حين لم يلحق بالشاحنة سوى ضررٍ
بسيط. لكن، حسب قانون نيوتن الثالث – الشاحنة والسيارة أثّرتا الواحدة على الأخرى بمقدار
متساوٍ من القوّة ومُعاكس في الاتّجاه. إذا كان ذلك صحيحًا، لماذا كانت نتائج التفاعل
مختلفة بدرجةٍ كبيرةٍ بالنسبة للشاحنة والسيّارة؟ ذلك أنّ نتائج التفاعل مرتبطة بصِفات
الجسميْن (للشاحنة كتلة أضخم، وهي مبنية من موادّ أصلَب من موادّ السيّارة). مثالٌ
آخر: عندما يتنافس ولدٌ "قويّ" مع ولدٍ "ضعيف" في شدّ الحبل، وينجح
في جَرِّ الولد "الضعيف" باتّجاهه – فإنّ الناس سيفتَرضون، اعتمادًا على
طريقة التفكير اليوميّة، بانّ الولد "القويّ" مارَسَ على الولد "الضعيف"
قوّةً أكبر من القوة التي مارسَها الولد "الضعيف" على الولد "القويّ"،
في حين أنّ الولدين، حسب قانون نيوتن الثالث، مارَسا الواحد على الآخر قوى متساوية
في الحجم ومُعاكسة في الاتّجاه. إنّ نتائج مُمارسة القوّة، في هذه الحالة أيضًا، مُختلِفة
بالنسبة لكلّ واحدٍ من الولديْن، لأنها مرتبطة بصِفات الولديْن الأخرى وبالقوى الإضافيّة
التي تؤثّر عليهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق